إن الطرق الموصلة إلى معرفة الله تبارك و تعالى كثيرة و متعددة و ليست محصورة في عدد معين ، ذلك لأننا إذا أمعنا النظر في هذا الكون الواسع الفسيح ، لوجدنا أن كل شيء فيه لهو دليلٌ واضح على وجود الله و طريق إلى معرفته سبحانه ، بشرط أن تتجاوز نظرتنا النظرة المادية الظاهرية للأشياء ، و تليها نظرة ثاقبة و فاحصة تصل إلى بواطن الأشياء ، إذ أن هناك فرقاً بين النظرة المادية السطحية التي تنظر إلى الطبيعة بما هي هي و لا تتخذها وسيلة إلى معرفة الله تعالى ، و بين النظرة الإلهية الثاقبة التي تتجاوز المعرفة الظاهرية للطبيعة و تصل إلى المعرفة الباطنية ـ أي معرفة المبدأ و الخالق ـ و لو بصورة إجمالية ، و ذلك عن طريق الإمعان في النُظم و السنن الموجودة في هذا الكون ، و الدالة على وجود خالق لها .
إذن فان طُرق معرفة الله تكون بعدد الظواهر الطبيعية ، ابتداءً من الذرة و انتهاءً بالمجرة ، لذا فإننا نجد رجال الوحي و دعاة التوحيد يركزون في إرشاد الناس الى معرفة الله عز و جل على دعوة الناس إلى النظر في الكون و الإمعان في النُظُم و السنن الموجودة فيه .
و الجدير بالذكر أن أسلوب القران الكريم في الدعوة إلى معرفة الله تعالى هو دعوة الناس الى النظر و التفكر في الظواهر
وهناك المزيد بأذن الله قريبا.